شهد التقدم التكنولوجي تسارعاً غير مسبوق في السنوات العشرة الماضية، كذلك حدث تغيير سريع في بيئة الأعمال داخل جميع المنظمات والمؤسسات والشركات العاملة. نعم، أصبحت قدرة أي مؤسسة على التكيف والابتكار مهمة في الوقت الحالي، ولكني أعتقد أن جودة عمل المديرين التنفيذيين مهمة بالقدر نفسه لدعم قابلية الشركات للتوسع والنمو.
على مدار الأعوام العشرين الماضية، تشرفت بالعمل مع مؤسسات كبرى، وشركات متوسطة الحجم، ومشروعات صغيرة ومتوسطة في مجموعة من المجالات المختلفة. في بعض الأحيان عملت معهم موظفاً، وأحياناً بصفتي مقدم خدمة، وأحياناً أخرى مستشاراً. وقد سمح لي ذلك بالعمل مع الإدارة العليا والمتوسطة والتنفيذية. من خلال عملي في كل هذه المشروعات، لاحظت سمات شخصية وخصائص مشتركة يتسم بها "المديرون التنفيذيون المتميزون".
من هو المسؤول التنفيذي؟
عادةً ما يكون منصب المسؤول التنفيذي جزءاً من الإدارة. ومن نطاق عمله الإشراف على تنفيذ قرارات الإدارة بما يتماشى مع استراتيجية الشركة ورؤيتها. عادةً ما يكون المدير التنفيذي مسؤول عن الإشراف على الأداء اليومي للإدارات.
المسميات الشائعة للوظائف التنفيذية
بعض أمثلة مسميات الوظائف التنفيذية في الإدارات المختلفة: مسؤول تنفيذي للحسابات، معالج حسابات، مدير مشروعات، باحث مشارك، أخصائي خدمة العملاء، منسق مشروعات، مسؤول ندوات عبر الإنترنت، مسؤول إداري، سكرتير تنفيذي، مدير عمليات، إلخ.
ما هي السمات المشتركة بين المسؤولين التنفيذيين ذوي الأداء العالي في جميع هذه الوظائف؟
1) الشعور بضرورة إنجاز المهام:
سواء كانت لديهم مهمة واحدة في متناول اليد أو عشرة مهام في المستقبل، يبدأ المسؤولون التنفيذيون المتميزون كل مهمة وكل يوم وهم يشعرون بضرورة إنجازها. دائماً ما تشعر بأن لديهم مهام تالية يجب أن يفعلوها وأنهم بحاجة إلى إتمام أهم شيء يفعلونه الآن ثم الانتقال إلى المهمة التالية. لا يدخلون في دردشات طويلة ولا يشاركون في محادثات قصيرة. وهم يسيرون ويتفاعلون بوتيرة أسرع.
Photo Taken In India
2) الشعور بالمسؤولية:
يميل المديرون التنفيذيون المتميزون إلى الشعور بالمسؤولية عن كل ما يتعلق بمشروعهم أو المهمة المكلفين بها. كما أن لديهم إحساس داخلي بالزملاء من حولهم. ويستطيعون رصد أي تراخي أو نقاط قوة من حولهم، ويقررون متى يحتاجون إلى التدخل.
من الأسهل عليهم أن يكتشفوا أن تأخيراً ما يرجع إليهم، لأنهم يعرفون أنه من الأيسر عليهم التدخل وإنجاز العمل بأنفسهم بدلاً من انتظار الآخرين حتى يتحركوا.
لذلك تجدهم يتحملون المسؤولية عن المشكلات التي قد تكون خارج نطاقهم لأنه يمكنهم تغييرها بسرعة أكبر والحصول على نتائج أسرع في المشروع ككل.
في بعض الأحيان قد يستغرقهم كثيراً هذا العمل ولكنهم يفعلونه مراراً وتكراراً. ويحفزهم تركيزهم على الهدف باستمرار على التدخل في كل مرة.
3) تقدير قيمة الوقت:
يبدي المسؤولون التنفيذيون المتميزون تقديراً كبيراً لقيمة وقتهم ووقت كل من يعمل معهم. ستلاحظ أن أفضل المسؤولين التنفيذيين صارمون بشأن موعد انتهاء يوم العمل، لأنهم يعرفون أنهم لم يهدروا خلال يوم العمل سوى الحد الأدنى من الوقت في سياسة مكان العمل والتعاملات الاجتماعية والمسائل غير الضرورية. كما أنهم يجيدون التخطيط لعملهم اليومي ويُحسِّنون منه لضمان تحقيق الإنتاجية. وينعكس تقديرهم للوقت المخصص لحياتهم الشخصية على تقديرهم لوقت العمل.
إذا حصلوا على يوم عطلة، فإنهم يعرفون كيف يستمتعون به، وإذا عملوا في عطلة نهاية الأسبوع، فإنهم يعرفون بالضبط ما يجب إنجازه.
4) القدرة على المتابعة:
يبدأ هؤلاء المسؤولون التنفيذيون المهام بهدف الانتهاء منها. لا يهمهم المقاطعات أو جداول الأعمال المزدحمة. ولا ينسون المتابعة، وكلما كانت المهمة أكثر إرهاقاً أو أطول، أصبحوا أكثر حرصاً على إنجازها. كذلك لديهم طريقة لإعادة تنشيط أنفسهم وتحفيزها ذاتياً حتى إنجاز العمل في النهاية.
5) العزيمة:
لا يتوقفون عن السعي نحو تحقيق أهدافهم.
لا ينظر المسؤولون التنفيذيون المتميزون إلى الوراء لإعادة التفكير في أهدافهم، ولا يتعثرون بين المهام أو يعانون من عدم اليقين. ولا يستسلمون بسهولة، ويملكون قوة إرادة صلبة مقارنة بغيرهم.
6) الثقة في القيادة:
بفضل عادتهم بالتفكير في قراراتهم جيداً قبل اتخاذها، يُحسن هؤلاء المسؤولون اختيار مديريهم قبل ضمهم إلى الفريق. وبالتالي لا يهدرون الطاقة والوقت في إعادة التفكير في القرارات الفردية لهؤلاء المديرين في أثناء العمل.
يعلم هؤلاء المسؤولون بصفتهم مسؤولين تنفيذيين أنه ليس من وظيفتهم الحكم على مديريهم وتدريبهم، بل يثقون في أن مديريهم قد درسوا الأمور جيداً، وبالتالي يواصلون التركيز على التنفيذ وعلى إنجاز عملهم.
لذلك تجدهم إما يدافعون بقوة عن مديريهم، أو لا يقبلون مناقشة مديريهم على الإطلاق. فهم يركزون بشكل أكبر على دورهم الرئيسي في إنجاز المشروعات المطلوبة.
يعلم التنفيذيون المتميزون أنهم إذا دخلوا في جدال حول إدارتهم العليا، سيفقدون طاقتهم وشغفهم. وإذا فعلوا ذلك، لا يبقون في العمل.
7) يدركون أن أفعال المرء تعبر عنه وليس عن شركته:
قد يكون المسؤولون التنفيذيون مخلصين أو غير مخلصين للمكان الذي يعملون فيه، ولكنهم مخلصون لشيء واحد: سمعتهم الشخصية. فهم يعملون لبناء سمعتهم. ويدركون أن كفاءة وجودة عملهم، ومدى استعدادهم لبذل جهود إضافية، مرتبط في النهاية بسمعتهم وليس بشركتهم فقط.
يهتم هؤلاء بأن تصبح أسماؤهم معروفة وأن تنسب إليها مشروعاتهم. ويهتمون بانتشار الحديث عن إنجازاتهم لأنهم يعرفون قيمتهم. أما إذا كانت الشركة أو المؤسسة التي يعملون بها لا تعمل جيداً، فإنهم لا يسيرون مع التيار قط. بل يستمرون في العمل بأسلوبهم حتى آخر يوم لهم في المكان. ويأخذون الأمر على محمل شخصي، إذ أن اسمهم مرتبط بالمهام والمشروعات التي يعملون بها.